lundi 14 juillet 2008

رسالة الى ابني الغالي...



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



رسالة الى ابني الغالي



ْْْْْ
بُنَيَّ...
ْْْْْ

نم باكراً،
فالبركة في الرّزق صباحاً وأخاف أن يفوتك رزق الرّحمان...

لأنك...
تسهر...



سأحكي لك قصّة الماعز والذّئب حتّى لا تأمن من يمكر...
وإذا وثق بك أحدهم...
فإيّاك ثمّ إيّاك...
أن تغدر...



سأذهب بك لعرين الأسد...
وسأعلّمك أنّ الأسد لم يصبح ملكاً للغابة لأنّه يزأرُ...
ولكن...
لأنّه عزيز النّفس...
لا يقع على فريسة غيره مهما كان جائعاً يتضوّر...
لا تسرق جهد غيرك...
فَتَجُورَ...



سأذهب بك للحرباء...
حتّى تشاهد بنفسك حيلتها...
فهي تلوّن جلدها بلون المكان...
لتعلَمْ أنّ في البشر مثلها نسخًا تتكرّر...
وأنّ هناك منافقين...
وهناك أناس بكلّ لباس تتدثّر...
وبدعوى الخير تتستّر...



إذا أردت أن تعرف صديقاً...
سافر معه...
ففي السّفر، ينكشف الإنسان
يذوب المظهر...
وينكشف المعدن...
ولمَ سُمِّيَ السّفر سفراً ؟؟؟
إلاّ لأنه عن الأخلاق والطّبائع يسفر...

ْْْْْ
بُنَيَّ...
ْْْْْ



عندما تنتقد أحداً فَبِعَيْنِ النَّحْلِ تَعَوَّدْ أَنْ تُبْصِرَ...
ولا تنظر للنّاس بِعَيْنِ الذُّبَابِ...
فَتَقَعَ على كلّ ماهو قذر...
لا تتشمّت، ولا تفرح لمصيبة غيرك...
وإيّاك أن تسخر من شكل أحد...
فالمرء لم يخلق نفسه...
ففي سخريتك، أنت في الحقيقة تسخر من صنع الذي أبدع وخلق وصوّر...



لا تكن أُحَادِيَّ الرأي...
فمن الجميل أن تُؤَثِّرَ وَتَتَأَثَّرَ...
لكن إياك أن تذوب في رأي الآخرين...
وإذا شعرت بأن رأيك مع الحقّ...
فاثبت عليه ولا تتأثّر...




لا تحزن، بنيّ، على مافي الحياة...
فما خُلِقْنَا فيها إلاّ لِنُمْتَحَنَ...
وَنُبْتَلَى...
حتّى يرى الله،
هل نصبر؟؟؟





لذلك...
هوّن عليك...
ولا تتكدّر...






وتأكّد بأنّ الفرج قريب فإذا اشتدّ سواد السّحب...


فعمّا قليل ستمطر نصائح تُكْتَبُ بماء الذّهب









mercredi 9 juillet 2008

قصص قصيرة جدا



الصمت .. جريمة

قررت أن ألتزم الصمت طوال هذا اليوم .. وللعجب .. فقد كثر أعدائي هذا اليوم .. !!



قرار


قررت أن أصبح شاعرا ، ذهبت إلى أرقى مكتبة في المدينة واشتريت أفخر أنواع الورق وأثمن قلم .. وفي المساء أضأت الشموع وبدأت الموسيقى الناعمة تتسلل إلى المكان .. وجلست أمام الورقة والقلم أنتظر أن يأتي وحي الشعر .. مرت ساعة .. ساعتان .. ولا شيء على الورق .. قلت في نفسي : لعل وحي الشعر ينتظر خلف هذه النافذة .. فتحتها .. وبدأت أتأمل في كل ما حولي لربما عثرت على خيوط الشعر متناثرة هنا وهناك .. ولكن لا جديد ..
أطل الصباح ولم أفلح في كتابة حرف واحد .. أغلقت نافذتي وكتبت على الورقة: قرار ( قررت الإستقالة من بلاط الشعر لعدم كفاية الموهبة ) وذهبت الى سريري لأغفو بحثا عن حلم جديد وقرار جديد .. !!


طلاق


في طريقها إلى المحكمة كانت تهمس لنفسها :
يجب أن يطلقني وقدمه فوق رقبته .. إنه شخص لا يطاق .. خمس سنوات عشتها معه في بؤس وشقاء ودمار وتعاسة .. سأغرس أظافري في وجهه ولن أنزعها حتى يطلقني .. بعد خروجها من المحكمة كانت تواسي نفسها : ما أحقره .. ما أجبنه .. أهكذا ببساطة يطلقني ..؟ حتى ولو غرست أظافري العشرة في رقبته .. أليس من الرجولة أن يغفر زلتي ؟ أليس من الرجولة أن يتحمل حماقتي ؟ ما أنذله .. رجل لا أمان له ..!!


الجزاء


كان يعمل بصمت وهدوء .. ظنوا أنه نائم ..فطردوه ..!!



عذر


حاول النهوض من فراشه ولكن .. خانته قدماه .. وعيناه .. ويداه .. خانه حضوره .. وذاكرته .. دارت الدنيا به .. وأحاط به الموت من كل جانب .. زحف الى أوراقه وكتب بضع كلمات بيد مضطربة وبعث بالورقة عبر " الفاكس " إلى مقر عمله .. كتب يقول :أرجو المعذرة .. لا استطيع الحضور اليوم .. يبدو أني أحتضر ..!! "




بهلوان


لم يعد يزعجني أن أقف أمام المرآة ولا أرى وجهي .. لم يعد يؤلمني أن أمشي بين الناس ولا يلتفت أحد إليّ ..
ما أسعدني بهذه المساحيق .. وما أجملني بهذه الأقنعة .. وما أروعني بهذا البلهلوان داخلي ..!!



سقوط

حزنت العصافير لموت النسر .. ألم يكن يطاردها فيعلمها فنون التحليق في السماء

الم.......لا ينتهي

كَعادَة اليَوميّة يَستيّقظُ مَع لونِ الفَجرِ الرَمادي الباهتْ الملامِح

والبؤس يَلبس وَجهه

بِخطواتٍ مُنهكة

يَتجه بإتجاهِ الحنفية

التي يعلوها مِرآة أكلا وجهها الزمن

شكلتْ نِص هِلال

يُحملق فِي وجههِ طَويّلاً

فَيَراهُ على غيرِ عادَته

عَلامةِ اِستفهام تَدور في رأسه

فِي مُنتَصف التفكير

يُفاجأ بِصوتِ أُمه

وهوَ يهتزّ في أركانِ جسده

لمْ يَتبقى لهُ في هذا العالم إلا هذا الصوت الحَنون

الذي يغسل أيامه

ترتَقي وجهه اِبتِسامة شحذها مِنْ طفولته

يَمضى بِجسمهِ الهَزيل

وبِخُطاه المُبَعثَرة

نَحو أُمه

يُقبل رأسها فِي اِنحِناء

بَعدها اِمتَدَتْ يَده لـِ رَغيفِ خُبز

نشِف وتكسّر في يده

أخذَ يلوك قِطعةً منه في فمِه

وعيّناه تُرقِبُ أُمة

في صمتٍ مُطبق

بَعدَ مرور بعضٍ مِنْ الوقت

يَسمع حافِلة المَدرسة بِصوتِها البَغيض

يَنهض على غيرِ رغبةٍ مِنه

فَيفتح دَفةَ الباب

تارِكاً مِنْ خلفهِ أُمة وبعضاً مِنْ ذكرياتهِ المُرة

تَسيّر الحافِلة مَعْ وعورةِ الطَريق

يتَأرجَح بيّن مقاعِدها المُتهالِكة

وهوَ يلزَم الصمتْ

لا يلتَفِتْ على أحد

إلى أنْ وَقَفَتْ الحافِلة أمام المَدرسة

يَستديّر بِوجهه نحوَ الباب

وَينهض مَع بقيّةِ زُملاءه

بعدَ ثوانٍ قَليلة

يدُق الجَرس إذاناً بِبدء مُسَلسل الحِصص

التي يعلوها الروتيّن

ويَتَطاير مِنها غُبار التَلقيّن

وأُستاذه مُمسكٍ بيدهِ عصا غَليظة

تَقع على مَنْ يُخالِفَ أمره

أو يشرُدَ بِذهنه

الخوفُ يملأ الوجوه

وَمِنْ ضمنهم هوَ

الذي كتَبَ واجبه على دَفترٍ بليَتْ أوراقه

وذوتْ مَعالِم غِلافه

فِي تُلك الغُرفة

التي أُطلقَ عليها فَصل

فَصلتْ جَسَده

عنْ رَوحه

كئيّبة الطِلاء

مُعتِمة كما أيامه

تَشقُقات الزَمنْ تُشير إلى اِنتهاءِ تَعليّمه

ما لبِثَ إلا وأن أُطلِق صوت الجَرس

وَقد أحدثَ ضَجيجاً مُرعباً فِي أنحاء جَسده

حملَ كُتبه

وعنائه اليومي على كَتِفه

حتى رَكِبَ في الحافِلة


اِنطلقت في نَفس الطريق

مروراً بنفس التضاريس

وفجأة توقفت

أخذَ الكُل يتسأل ما ذا حَدث !!

فإذا بِأحد الإطارات قد اِنتهى مِنْ عالم الدوران

صَلبتْ أجسادَهُم الشمس

وهُم بانتِظار سيارة تَمُر

وبعدَما وَقتٍ طَويل

إذا بِسيارة قَادِمة مِنْ بَعيد

أخذوا ينتظرون علّها تَحمِلهم مَعها

وبَعدَ وصولها إليّهم

استَوقفها سائقها

وَحملهمْ في حَوضِها

وبيّنما هُم يركَبون

تفاجئوا بِجُثة تَفترش السيّارة

مُغطاةٌ بالكامِل

أخذوا بالإنزواء بَعيداً عنْ هذا المرأى القلِق

بدأ دوران مُحرك السيارة

اِنتهى الموقف

مِنْ جَميع الأطفال

إلا هوَ!!

أخذَ ينظُر لِتلكَ الجُثة

وهوَ مُتعب

بِقلبٍ تملأهُ الجِراح

بِنفسٍ حَزينة

اِمتَدت براءته حتى تَكشف الغِطاء

فظهرَ شيئاً أصابه بالذهول

وحبسَ الدمَ في وجهه

بِلا نفس

بلا حركة

وعيناهُ تغرقان دمعاً

مودعاً آخر أمل لهُ في هذهِ الحياة

مودعاً أُمه