jeudi 4 juin 2009

سأكون أنا كما أنا


تمر بنا أحداث أو أفكار
تجعلنا نعيد النظر مرة أخرى
للنهج الذي نتبعه في حياتنا


لأرى أني مجموعه من التناقضات
تجلب الخوف والرهبة في نفسي
!! اكتشف أني خالفتُ مبادئ أنا من وضعها

فأعيد ترتيب أوراقي .. و التمعّن في حروفها
لأكتشف أن لا وجود لورقة رابحه وأخرى خاسرة

بل تقلّب في الآراء أو مجاراة للأهواء
أو مجرد تناقض بين النفس ونفسها

لأعود إلى نقطة الصفر
اللحظة التي كنت انتظرها بفارغ الصبر
لحظة الانفجار
اللحظة التي تتزاحم فيها بعقلي ملايين الأفكار

تشجعني
تقويني

لأعيد بناء مبادئ جديدة .. مبنية على تجارب
عن اقتناع وبدون تدخل آخرين

لأعيد تربيه نفسي بنفسي !!
على مبادئ وقيم جديدة من صنعي


فمبدأ نم مظلوما لا ظالماً
لم يعد يناسبني على الإطلاق

ظُلِمت مره قبل سنين لدرجة وصلت فيها إلى اضعف درجات الإيمان

و الآن بدل أن أتعلم من أخطائي
أعود لأظلم نفسي بنفسي وعذري أن الخطأ طبع بني الإنسان


في لحظة وعي



أصرخ



لا



لا و ألف لا



أعود
لأجدد نظرتي للحياة

فأقوم بترتيب أبجدياتي
و ترقيم أولوياتي
لأخالف غيري و الأهم نفسي

لتتكون النسخة الجديدة
التي لم اعلم بوجودها بداخلي يوماً من الأيام

عنوانها
الخطأ والصواب || الأبيض و الأسود || الجنة والنار
بدون حل وسط
و اترك الأمس للأمس والغد للغد
لأعيش اليوم

أتجاهل الجميع بلا استثناء
آرائهم , أفكارهم , و ظنونهم
لأواجه الدنيا بمن فيها بالــ لامبالاة
لأقف على قدميّ للمرة الأخيرة
ولكن هذه المرة
سأكون كالـ تمثال
جماد
خاليه من المشاعر والأحاسيس
بلا ردة فعل

و اكتفي بالابتعاد عن مسببات و مسكنات الآلام
و أصمت ......... فـالصمت دائماً و أبدا ابلغ من الكلام


في هذه الحالة فقط
لن يكون هناك حل وسط .. أو إعادة نظر لي أو للظروف أو للناس


سأكون أنا كما أنا !!!
و لكن بخبره سنوات اكتسبتها في أيام

يوم مولدي




منذ ذلك اليوم الذي زرت فيه هذا العالم إلى هذه اللحظة و أنا أتعلم أشياء كثيرة و غريبة، منذ أن بدت سفينتي تمخر عباب هذه الدنيا و أنا أكتشف مكنوناتها و ظلماتها و أسرارها العميقة كعمق البحار. أسرار حملت لي السعادة و الحزن معا، ساعة مرت رسمت لسفينتي باب العبور لعمر جديد و دنيا جديدة مليئة بالتجارب المختلفة و السعادة و الحزن أيضا، ثلاثون سنة و لا زالت تجوب سفينتي العالم بحثا عن المعرفة، بحثا عن الحكمة، بحثا عن الفائدة، بحثا عن السعادة و الحزن، يا له من تناقض من يبحث عن الحزن، سفينتي تبحث عنه.


ثلاثون سنة تلك السفينة هائمة في معترك الحياة بكل حالاته. و لكم صادفت هذه السفينة الكثير من الأمواج العاتية، و الأعاصير المخفية، و الأسماك المفترسة متمثلة في الظروف و المشاكل و المواقف و الناس التي مرت على تلك السفينة. سفينتي ما زالت هائمة و ستظل هائمة إلى اليوم الذي سترسي فيه على شاطئ النهاية حيث الأجل المحتوم للجميع. سفينتي أخطأت الدرب كثيرا لذلك أطالت في الإبحار، سفينتي احتضنت في حناياها الكثير من القراصنة اعتقادا منها أنهم ملاحون و صيادون طيبون ذو قلوب صافية، لم تدرك أن خلف تلك البسمة حقد أسود، و أن خلف تلك النظرة السمحة نظرة تيه و تكبر، نظرة قاسية لا تحمل أي حنان و لا تعرف له طريقا.


سفينتي ظنت أن البحر لا أمواج له و أنها حين ستمخر عبابه لن تواجه أي موج عاتي أو أية عاصفة غاضبة، لكنها أدركت خطأها حين وجدت نفسها تصارع أمواجه لوحدها، و علمت أنها ستظل على هذه الحال إلى أن ينتهي بها المطاف بإحدى شواطئ الحياة بعد أن تكون قد كبرت بالسن إذا لم تكن قد غرقت في عز شبابها.


إن الحياة سفينة تمضي بنا إلى مصادفات غريبة و مواقف مختلفة و أشخاص رائعون و آخرون تكره وجودهم في الحياة و يحيرك أسلوبهم في المكر و الدهاء، فمكرهم أدهى من مكر الثعالب و الوحوش. لم أكره الناس من قبل و لا زلت لا أكره لكن أدركت بأنه لا يوجد الكثير من تلك القلوب النقية التي تحبك لذاتك.


همسة أخيرة لكِ سفينتي.. هنيئا لك هذه السنة الجديدة و لا أعلم إن كنت سعيدة بها لتكملي إبحارك في هذا الكون، أم أنت حزينة؟ لا أعلم إن كنت مللت من هذا البحر العظيم، أم أنك لا زلت تتوقين إليه كاليوم الذي بدأت بالإبحار.. سفينتي.. لا زال هناك الكثير لكي تصادفيه.. لا زال هناك الكثير لتعانيه.. و لازال هناك الكثير من السعادة ينتظرك. فلا تيأسي أبدا سفينتي من هذا الإبحار.. و لربما خانتك العواصف و مالت بك إلى كل جانب.. و لربما عادت أسماك القرش و الوحوش لمهاجمتك.. و كلها احتمالات ممكنة الحدوث فلا تجعليها تخيفك.. بل اجعليها الحافز للمضي قدما!!